نواكشوط (صحراء نيوز) أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مساء اليوم الثلاثاء في نواكشوط على افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني لمكافحة كوفيد 19.
وقطع فخامة رئيس الجمهورية الشريط الرمزي للافتتاح، كما تجول في مختلف أجنحة المستشفى وتلقى عروضا مفصلة حول المهام المتعددة التي يؤديها .
وأكد وزير الصحة السيد سيدي ولد الزحاف في كلمة بالمناسبة أن قطاع الصحة شرع في القيام بإجراءات متعددة بغية تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، وتيسير الولوج المادي إليها، إلا أن جائحة كوفيد 19 ألقت بظلالها على المشهد الوطني، على غرار ما حدث في بقية دول العالم بحيث أصبح كوفيد 19 عنوانا رئيسيا وتحديا ماثلا يتوجب أخذه بعين الاعتبار، ليس في المقاربات الصحية فقط، بل على جميع الصعد.
وأضاف في هذا الصدد أن فخامة رئيس الجمهورية أصدر تعليماته ببذل كل ما يمكن لمواجهة الجائحة، فأُنشئت لجنة حكومية متعددة القطاعات برئاسة معالي الوزير الأول لتنسيق ومتابعة جهود مكافحة الجائحة، وأُنشأ صندوق وطني خاص لمواجهة آثارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وعملت قوى الأمن على مراقبة المنافذ، وانخرطت كل القوى الحية في هذه المواجهة.
وأوضح أن القطاع عمد إلى تشكيل خلية متعددة الأطراف لمتابعة التطورات الصحية والمؤشرات الوبائية لكوفيد 19، كما أمن الفحوصات للوافدين والحجر الصحي للمصابين، مما أدى إلى تأخير وصول الجائحة إلى بلادنا بالمقارنة مع جيراننا، وأتاح الفرصة لوضع استراتيجية فعالة ومرنة تضمنت الرصد والمتابعة والإعداد لمواجهة الجائحة.
واستعرض بلغة الأرقام التجهيزات الصحية المتوفرة قبل جائحة كوفيد 19 حيث كانت البلاد تمتلك فقط مركزيتين اثنتين للأوكسجين، و15 سرير إنعاش، و22 جهاز تنفس اصطناعي، في الوقت الذي تمتلك فيه اليوم 12 مركزية للأوكسجين و294 سرير إنعاش و234 جهاز تنفس اصطناعي، كما تم تعزيز القدرات البشرية باكتتاب 32 طبيب إنعاش مقيم، و51 طبيبا عاما و31 فنيا عاليا في التخدير و146 ممرضا، وتمت تعبئة خبراء في هذا المجال من أطبائنا العاملين في الخارج وخبراء من دول شقيقة وصديقة، مما عزز تكوين أطقمنا التي تتولى الآن التكفل بمرضى كوفيد 19.
وأكد أن إنشاء مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني، الذي تبلغ سعته 120 سريرا، منها 24 للإنعاش مجهزة بكل ما يتطلبه التكفل بحالات كوفيد 19، ومركزية للأوكسجين ومختبرا وجهاز أشعة، والذي تم تشييده في إطار التعاون الثنائي المتميز بين بلادنا ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، يتنزل في إطار تعزيز المنظومة الصحية الوطنية.
وأضاف أن افتتاح مستشفى الشيخ محمد بن زايد يعد دليلا ساطعا على عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة بين شعبي البلدين، وقيادتيهما الحكيمتين.
وقدم الوزير وافر الشكر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حكومة وشعبا على ما قدمته لبلادنا خلال هذه الجائحة من إسناد، حيث أن أول دفعة من اللقاحات تصل إلى بلادنا كانت هدية من هذا البلد الشقيق، مع معدات طبية وفريق فني أشرف على تكوين الطواقم في مجال التطعيم وحفظ اللقاحات، إضافة الى دفعة ثانية من اللقاحات، ودفعة ثالثة ينتظر وصولها غدا بحول الله.
ومن جانبه أوضح سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في نواكشوط سعادة السيد حمد غانم حمد المهيري أن تدشين مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني في نواكشوط يمثل خطوة أخرى تنضاف إلى مسيرة العلاقات الإماراتية الموريتانية، وذلك بفضل التوجيهات الرشيدة لقائدي البلدين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وصاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأكد تضامن دولة الإمارات قيادة وشعبا بشكل كامل مع موريتانيا في هذه الظروف الصعبة، ومساندتها للحكومة في كافة الإجراءات التي تتخذها من أجل احتواء تداعيات الجائحة.
وعبر عن تطلعه إلى أن يشكل هذا المستشفى الميداني إسهاما مهما في الجهود المبذولة لتجاوز هذه المرحلة، مؤكدا حرص الإمارات على توفير كافة الإمكانيات للوقوف مع موريتانيا لتجاوز هذه الفترة الصعبة.
وقال إن " هذا المستشفى يكمل مسيرة التعاون الصحي بين البلدين، ليقف بجوار مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله، الذي تم تشييده العام الماضي، ليعكس لوحة فريدة من التعاون الاماراتي الموريتاني، تظهر إرادة البلدين في الوقوف معا في مختلف الظروف".
ومن جانبها أعربت رئيسة جهة نواكشوط السيدة فاطمة بنت عبد المالك باسم ساكنة مدينة نواكشوط ومجلسها الجهوي عن شكرها وامتنانها لما يوليه رئيس الجمهورية من اهتمام بالغ للمواطن خاصة في هذا الظرف الصعب المتمثل في انتشار جائحة كورونا، وعلى ما تم اتخاذه من تدابير لاحتواء هذا الوباء والحد من تداعياته الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية.
وأكدت ما لهذه المنشأة الصحية من أهمية في تقديم الخدمات العلاجية، وأجراء الفحوص وتقديم الاستشارات لسكان مدينة نواكشوط، فضلا عن متابعة مرضى كوفيد والتكفل بهم.
وشكرت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على دعمها السخي والمتواصل لموريتانيا، والذي يمثل هذا الصرح الصحي إحدى أبرز تجلياته، بما يلعبه من دور في تعزيز المنظومة الصحية الوطنية، كما شكرت وزارة الصحة وطواقمها الطبية على ما بذلوه من جهود سبيلا للخروج من هذه الجائحة بأقل الأضرار.
وجرى حفل افتتاح المستشفى بحضور معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال، وعدد من أعضاء الحكومة، ووالي نواكشوط الغربية، وعمدة تفرغ زينة، وشخصيات أخرى.
ويتألف مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني من جناحين كبيرين، أحدهما مركب من الألواح الجاهزة، والثاني متنقل يتكون من الخيم والحاويات، معززين بالتجهيزات واللوازم المناسبة لكل منهما.
ويضم الجناح الأول مشفى بسعة 120 سريرا منها 24 سرير عناية مركزة، ويحتوي على المواصفات الفنية التالية:
- بناية بمساحة 3309 متر مربع (قاعة استقبال كبيرة، 30 غرفة حجز، 06 غرف للكادر الطبي، قاعة للصيدلية، قاعة للمختبر، 06 دورات مياه للمرضى، 04 حمامات وغرف ملابس للكوادر الطبية، غرفتان للكهرباء).
- أنظمة للتحكم في أبواب الممرات والكهرباء والماء والصرف الصحي وكذا كشف الحريق.
- نظام للغازات الطبية مزود بشبكة توزيع، مع غرفة خارجية لمعدات الغازات: شطف، هواء مضغوط، مع محابس الأوكسجين.
- مولدي كهرباء بقدرة 500 kva، لضمان استمرار الكهرباء، 3 خزانات مياه بسعة إجمالية تصل الى 60 مترا مكعبا مع مضخة مياه.
- التجهيزات الطبية الضرورية للحجز والتكفل بمرضى كوفيد 19
ويضم الجناح الثاني مشفى بسعة 100 سرير وفق المواصفات التالية:
- خيم على مساحة 4600 متر مربع (قاعة استقبال، قاعة للإدارة، قاعة فحص، 10 قاعات للحجز، قاعة للصيدلية، قاعة للمختبر، دورات مياه للمرضى، حمامات وغرف ملابس للكوادر الطبية.
- أنظمة الكهرباء والتكييف، خزانات للماء والصرف الصحي.
- مولد كهربائي بقدرة 1000 kva، يغطي كافة أجزاء المستشفى المتنقل، مع خزان وقود بسعة 20 متر مكعب.
- خزانات مياه بسعة إجمالية 30 متر مكعب مع مضخات مياه وصرف.
- الفرش الطبي والمكتبي (الأسرة، الطاولات، الكراسي، الأغطية، المخدات ...إلخ) مع معدات الإطفاء.
- التجهيزات الطبية الضرورية للحجز والتكفل بمرضى كوفيد 19
كما تم تعزيز وسائل المستشفى من طرف الوزارة بإضافة مولد أوكسجين طبي بقدرة 480 لتر في الساعة، وبيت للحراسة وغرفة للكهرباء.