نواكشوط (صحراء نيوز) تفقد وزير الزراعة السيد سيدنا ولد أحمد اعلي أمس الخميس بمقاطعة امبود عددا من المواقع الزراعية شملت موقع "ألمان" التابع لبلدية انجاجبني الذي حظي بـ3 كلم من السياج تم توفيرها في إطار برنامج الوزارة لحماية المزارع من الحيوانات السائبة وموقع "امبرمة" في امبود القديمة الذي يعتمد مزارعوه على الوسائل البدائية في الحرث.
وطالب المزارعون في هذا الموقع على لسان عمدة البلدية السيد سي آدم بإنشاء قاعدة زراعية مكتملة للتدخل السريع عند الضرورة، وباختيار مناطق لزراعة الخضروات وأشجار مثمرة.
وتفقد الوزير بعد ذلك مختبر تحاليل التربة والمياه والنباتات التابع للشركة الموريتانية للسكر ومشتقاته والنباتات في فم لكليته، واستمع إلى عرض قدمه المدير العام للشركة تضمن مراحل إنشائها ووضعيتها الراهنة وأهدافها ومكوناتها وذلك قبل أن يزور موقعا نموذجيا لزراعة البطاطا الحلوة ضمن برنامج زراعة الخضروات المنفذ من طرف الشركة الوطنية للتنمية الريفية "صونادير"، ومشاتل إنتاج قصب السكر التابعة للشركة الموريتانية للسكر ومشتقاته.
وتهدف هذه المشاتل إلى اختبار أصناف ذات إنتاجية عالية وعطاء، تتكيف مع التربة.
وعاين الوزير سد فم لكليته الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى أكثر من مليار متر مكعب من المياه المطرية.
ومكن هذا السد من استصلاح 1950 هكتارا، 800 هكتار منها مستغلة وتتغذى من المياه المتدفقة من سد فم لكليته المزرعة النموذجية لكوركول2 التي تضم 1188 هكتارا مستصلحة ومزراع لكصيبة1 التي تضم 1500 هكتارا مستصلحة، وتشرف الشركة الوطنية للتنمية الريفية "صونادير" على تأطير هذه المزارع وتعاونيات قروية.
وشملت الزيارات مشروع "سيمكا" الزراعي الرعوي بكيهيدي حيث تعرف الوزير على مكوناته والمحاصيل المزروعة من خضروات وأعلاف وأشجار مثمرة، وما يتطلع إليه هذا المشروع من آفاق للنهوض بالنشاط الزراعي في كوركول.
واختتم الوزير زياراته الميدانية بالوقوف على أعمال استصلاح الجزء الرابط بين وادي كوركول الأسود ونهر السنغال المنفذ من طرف الشركة الوطنية للتنمية الريفية "صونادير" والمتعلق بتبديل الفتحات والتحكم فيها وبتقوية الحاجز الواقي لمدينة كيهيدي ومزرعة كوركول1 من الفيضانات، وهو الحاجز الذي يمتد على طول 1600 متر.
وكان الوزير قد عاين في قرية "كاجل كرفة" بولاية كيدي ماغه مستودعا للأدوات الزراعية والسياج لحماية 7 كيلومتر من الأراضي الزراعية من الحيوانات السائبة في ثلاث قرى محاذية لوادي كرفة، ضمن برنامج الوزارة في هذا المجال.
وفي تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء أكد معالي الوزير أن سد فم لكليته منشأة وطنية عملاقة، تتوفر على مقدرات هائلة للزراعة وأغراض أخرى كالشرب والصيد القاري.
وأضاف أن الحكومة عاكفة حاليا على إعداد دراسات حول أنجع السبل لاستغلال هذه المقدرات على أكمل وجه، علما بأن كميات المياه التي يوفرها السد تكفي لري المساحات الزراعية في المنطقة مما يستوجب التركيز على زراعة المحاصيل الرئيسية التي تصلح في هذه المنطقة من خضروات وأعلاف خضراء وأشجار مثمرة.
وكان الوزير مرفوقا خلال الجولة بوالي ولاية كوركول السيد احمدنا ولد سيد أب والسلطات الإدارية والأمنية والمنتخبين المحليين.
وكان معالي وزير الزراعة قد عقد مساء الأربعاء في مدينة سيلبابي اجتماعا مع المزارعين بولاية كيدي ماغه خصص لنقاش واقع وآفاق الزراعة في الولاية.
وفي مستهل اللقاء أبلغ معالي الوزير المزارعين تحيات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مبرزا الأهمية الكبيرة والعناية الخاصة التي يوليها فخامته للنهوض بالزراعة.
وأكد معالي الوزير أن الزيارة تأتي بهدف الاستماع للآراء ومناقشة وتبادل الأفكار والمقترحات المرتبطة بتطوير الزراعة والنهوض بها.
وأوضح أن الولاية تعتبر منطقة زراعية بامتياز لما تختص به من وفرة المياه سواء تعلق الأمر بغزارة التساقطات المطرية، أو بالمياه التي يوفرها النهر، موضحا في هذا الإطار أن الاستفادة من مياه الأمطار تواجهه عوائق منها طبيعة التضاريس والمنحدرات التي تعطي قوة دفع للمياه مما يسبب انجرافات وتدهور التربة.
وبين أن دعم الوزارة للمزارعين بالولاية سيتعزز من خلال توجيه عدد من المشاريع للتدخل بهدف تعزيز الاستصلاحات الزراعية بطرق فنية حديثة وتوفير الأدوات المساعدة.
وجدد التأكيد على أن المشاريع التابعة للقطاع ملزمة بالعمل بانسجام تام مع خطط القطاع بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
ونبه إلى ضرورة مراعاة خصائص التربة قبل الإقدام على أي تجربة زراعية، مشيرا إلى أن زراعة الأشجار المثمرة ذات المردودية الكبيرة، قد تكون أكثر جدوائية في بعض المناطق.
من جهتهم، أشاد المزارعون في تدخلاتهم بالدعم الذي يقدمه القطاع مبرزين أهمية التوجه الجديد، ومؤكدين على ضرورة تعزيز هذا الدعم من خلال إيجاد حلول للمشاكل المطروحة والمرتبطة أساسا بإقامة سدود لحجز المياه، وحماية المزارع.