نواكشوط (صحراء نيوز)
سيدي ولد أحمل أعلي
بتصميم قوي و إرادة لا تلين ، يخوض غمار الحياة غير آبه بكل العصوباب و التحديات التى تواجهه ،
إنه أحمد ولد الجيلاني الشاب الموريتاني الذي تحدى إعاقته البصرية ، ليفرض لنفسه مكان متقدما بين أقرانه ، يقول إن المكفوف شخص عادي لافرق بينه و غيره إذا أمتلك الشجاعة والإرادة لذلك .
أحمد من مواليد سنة 1981 بدولة الكويت أتم بها كافة مراحله الدراسية من التحضيرية إلى الابتدائية والمتوسطة حصل على شهادة الثانوية العامة القسم العلمي سنة 2002 وتم قبوله في الجامعة العربية المفتوحة سنة 2003 درس إدارة الأعمال تخصص النظم الإدارية .
وفي يوم حزين من أيام عام 2007
بينما كان يعد لأمتحانات الجامعة إذا به يتفاجئ بأوراق الكتاب الذي كان يطالعه بيضاء لا كتابة بها ، أصيب دون سابق إنذار بعمى مفاجئ جعله
يذهب لعدة مستشفيات عالمية في أروبا وأسيا وأمريكا كلهم أجمعو أنه مصاب بمرض وراثي ناتج عن التهاب في شبكية العين وهو مرض لا علاج له وفقا لآخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في هذا المجال .
لم يكن هذا الخبر الحزين الذي وقع عليه وعلى ذويه كالصاعقة ، ليفل من عزيمته و إصراره على مواجهة الحياة ، قبل التحدي وقرر العودة إلى أرض الوطن ليواصل مشواره الدراسي هناك تعلم خط ( أبرايل ) الكتابة البارز ة سجل بجامعة انواكشوط في كلية العلوم القانونية والأقتصادية و تخرج منها سنة 2012 بشهادة المتريز في القانون العام .
واصل الدراسة بالجامعة حتى حصل على الماجستير وكان عنوان رسالته
( الحماية القانونية للأشخاص ذوي الإعاقة في موريتانيا )
شارك عام 2014 في مسابقة لإكتتاب 100 من حملة الشهادات المعاقين في تخصصات مختلفة
فكان من بين الناجحين ليدخل المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء ويتخرج منها مفتش شغل .
تدرج في الوظائف من مفتش للشغل في وزارة الوظيفة العمومية والعمل وعصرنة الإدارة ثم مفتشا للشغل في المفتشية الجهوية للشغل بولاية انواكشوط الشمالية ثم رئيسا لقسم فض النزاعات بولاية الحوض الشرقي .
إلى أن تم تعيينه مؤخرا مستشارا قانونيا لشؤون المعاقين بوزارة العمل الإجتماعي والطفولة والأسرة سنة 2021.
شارك مع 26 شخص من ذوي الإعاقة البصرية من مختلف دول العالم في مسابقة لاختيار أفضل شخصية في مجتمع المكفوفين في العالم 2021 المنظمة من طرف منظمة فرصة للمكفوفين في وارسو ببولندا
وكانت المشاركة بسبب ظروف جائحة كورونا عبر الأنترنت
فحاز المرتبة الثانية عالميا و المرتبة الأولى عربيا .
يقول أحمد عن نفسه لقد كان فقداني لنعمة البصر مفاجئة كبرى بالنسبة لي وللأهل والأحبة لكن في النهاية هو قدر الله وعلينا التسليم به
ومواجهة الحياة بحلوها ومرها وأن لا نتوقف في منتصف الطريق ، عشت أياما صعبة لكن بفضل الله أولا ثم الأهل والأصدقاء الذين وقفوا بجانبي حتى تجاوزت كل تلك المراحل الصعبة التي أعترضتني في حياتي ، لا أشعر بأي نقص في حياتي مقارنة بالآخرين ، درست وتخرجت وأعمل وتزوجت و أب والحمد لله ،
يجيد أحمد التعامل مع الكمبيوتر عن طريق أستخدام العديد البرامج الذكية التي تساعد ه في إعداد عمله مثل قارئ الشاشة وغيره من البرامج .
الكثيرون من ذوي الإعاقة يرون في أحمد مثلا يحتذى في الإصرار على تحدي الإعاقة وتحقيق الأهداف ،
ينشط أحمد في العديد من المنظمات المحلية والعالمية مثل الإتحادية الوطنية للجمعيات والأشخاص ذوي الإعاقة و الإتحاد العربي للمكفوفين الذي يشغل فيه منصب مسؤول العلاقات العامة ، ويساعد أحمد الكثير من الشباب المعاقين على كسر الحواجز وتحدي واقهم ومحاولة تغيير عقليات المجتمع تجاههم مؤكدا أن الإعاقة لا تحول دون تحقيق الأهداف والأحلام .
ويشعرهم بأنهم أشخاص عاديين يمكنهم العمل والإبداع وتقديم الأفضل في تخصصاتهم ومجال أهتمامهم.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا