نواكشوط (صحراء نيوز) إن من يعمل بصمت وإخلاص لن يتأثر أداؤه إذا تأخرت ترقيته لكنه بالتأكيد سيصاب بالإحباط إذا ذهبت الترقية الى شخص آخر لا يستحقها إلا بمعايير شخصية. وعلى ذلك فإن السؤال المحير الآن: هل يعمل الإنسان من أجل الترقية أم أن الترقية تأتي نتيجة لجهد متميز، وعمل ناجح؟
إذا كانت الترقية ليست للجميع وإذا كان الموظف للوظيفة، وليست الوظيفة للموظف فهذا يعني أن الترقية ليست هي الهدف وإنما هي مكافأة ولكي نعرف من يستحق هذه المكافأة لابد أن يكون لدى الإدارات آلية مستمرة ومقننة لتقييم الأداء ليس فقط من أجل التطوير المستمر وهو هدف ولكن أيضاً من أجل تقدير من يستحق التقدير مع شمولية هذا المسح لكافة المستويات الوظيفية فقد يظهر على مسرح التكريم عامل النظافة او المسؤول عن الصيانة او منسق الحديقة او رجل الأمن الى جانب المدير، والسكرتير، ورئيس القسم، والمهندس وغيرهم.
المشكلة أن بعض المستويات الوظيفية لا يصلها التقييم ويُنظر اليها وكأنها خارج نطاق العمل مع أن الأعمال التي تتم في هذه المستويات لو وقفت لأدت الى تأثيرات سلبية وربما عطلت العمل وينطبق عليها المقولة المشهورة "لن تعرف أهمية ما أقوم به حتى أتوقف عن القيام به".
إن ميدان العمل حافل بالأشخاص الذين يمتلكون القدرات والطموحات والاتجاهات الايجابية نحو العمل المخلص وعلينا أن نسلط الأضواء الكاشفة على مساحة العمل باتجاهاتها ومستوياتها المختلفة.
إن قيمة الإنسان ليست في تحديد أين يقف في الطابور، ولكن بما لديه من قيم وقدرات، ومهارات تنتظر من يكتشفها.