نواكشوط (صحراء نيوز) بالنسبة لي كمدرس اعتقد أن الذي يريد أن التفرغ لمشوع حياته من أجل بناء مستقبله إن كتب البقاء، ومن أجل حياة كريمة يرى فيها ذاته ويرتاح لها، فإن عليه أن يريح ضميره، بفسخ العقد بينه وبين الدولة مادامت أوضاع المدرسين من سيء إلى أسوإ تسير، ومادام القائمون على التعليم وصناع القرار يرون في زيادة 1500 جديدة زيادة مجزية، وهم بذلك يتجاهلون الأوضاع العامة والحالة المعيشية للفئات العمالية الأكثر هشاشة ومن بينها المدرسين عموما.
اعتقد الدولة كمشغل لاتكون منصفة ولاموضوعية إن هي طالبت هؤلاء بالجدية في أعمالهم، فكيف تطالب وحال المدرس في قاعة الدرس تفكير في مصيره ومصير من يعوله، وتلك طبعا أنانية لايرضاها كريم الأصل لنفسه.
أيها المدرسون الشرفاء لم تعد الاعتصامات والاضربات والوقفات المطالبة بالحقوق مجدية في ظل تصامم الدولة عنها وتجاهلها إياها.
إنما يجدي للكرامة الاستقاله فالحقوق التي كنا نعتقدها ننتزع لم تعد كذلك، فهي تنتزع ممن يعترف بها أصلا كحقوق، أما من لايراها كذلك فلا فائدة من مقارعته، لأن حق حق والباطل زاهق ولكن في نظر من يميز بينهما أصلا.
أيها المدرسون الشرفاء إن الدولة التي تجهز مدرها لمدة عام بمبلغ 2000 أوقية جديدة لاتكف ميتا قصير القامة كما قال النقيب Sibeweihi Med Louleid في مقابلة سابقة له مع إحدى الفضائيات، تجعله محتقرا في أعين الناس، وأنتم تعلمون أن أحدا من مسؤولينا لايرضى أن يداعب ابنه بملغ كهذا، وعندما زيدت هذه تشدقوا بها فقالوا 100\100 يتجاهلون أن ليس سوى ضرب من العبث فما تغني 4000 أوقية جديدة أغناكم الله في ظرف كهذه وحال كحالنا كمدرسين.
أيها المدرسون لسنا بالأنانيين إن قلنا أن أقل مايمكن أن نقبل به كزيادة لتغيير ظروفنا هو زيادة 100/200 لرواتبنا حتى لا يتقاضى أقلنا رتبة وعملا أقل من 30000 أوقية جديدة، ولكي تكون الدولة أخلاقيا تستطيع أن تطالبه بالقيام بعمله على أكمل وجه.
أيها المدرسون أفيقوا من سباتكم وطالبوا بحقوقكم استقيلوا ومارسوا أعمالا حرة أكثر نفعا وفائدة من أن ترهنوا أنفسكم للدولة برواتب لايرضاها النواب الذي وقفوا ضد زيادة علاواتكم لعمال منازلهم، ويتقاضى سائقوا وزرائكم أضعافها، فأفيقوا أو استقيلوا وإني معكم مستقيل.
كامل الود.