رغم قصر التجربة وعدم طول المقام حيث أمضينا الشهر بنكهة اليوم وعشنا الأيام بطعم الساعات التي لا يمل انقضاؤها بمقاطعة مونكل (لعكيلات) ورغم الاختلاف العميق بين الطيف السياسي في المنطقة ( لعكيلات أو مونكل للحميع) ورغم تعدد شرائح المجتمع واختلافها أحيانا في نظر بعضها لبعض إديولوجيا، وذلك أمر طبيعي بحكم الموقع الجغرافي للمقاطعة الذي يجعل منها همزة وصل بين ثلاث ولايات من وطننا الحبيب (كوركول، لبراكنة، لعصابة) إلا ذلك لم يمنع ساكنة المقاطعة من الأنصهار مع بعضهم البعض في وجه ضيوفهم، حين استضافونا خلال مقامنا هناك أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية الماضية، فقد عكس كرم الساكنة ودماثة خلق من التقينا منهم لوحة إنسانية فائقة الجمال تأسر الوافد إلى تلك الربوع الجميلة وتجعله رغم أنفه وعكس إرادته يحن إلى تلك الأرض حتى لو لم تكن مسقط رأسه فهي الشام لمن لا شام له.
ذلكم ما ذكرتني به الأيام وأنا أتصفح جميلها، وأقرأ من كتاب الزمن عبرا واستحضر حلو الذي قبل مرها.
إن منطقة لعكيلات لاتستحق التهميش ولايستحق أهلها التجاهل، بل يستحقون أن يوضعوا موضع الهامات حيث يوضع الأكرمين حين يتغنى بأمجادهم، فحق لكم ياسكنة لعكيلات أن تفخروا بأنفسهم فقد كتبت لكم في سجلات التاريخ مناقب قل في العالمين مثلها.