معالي الوزير Mohamed Melainine Eyih
نهج الإصلاح ومصارحة الذات:
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
لاشك عندي في صدق النية لديكم ومضيكم في طريق الإصلاح لذا أرجو أن تكونوا مختلفين عن كل أنساق الإصلاح السابقة ولتي هي بالفعل خارج السياق.
معالي الوزير:
إن الخطابات حول الإصلاح التعليمي كثيرة وغزيرة، غير أنها كانت مطبوعة بالطابع السياسي اليومي؛ و لذلك لن تجد تصورات كبرى ومؤسسة لدى الفاعلين السياسيين والنقابيين والسياسيين، على عكس ما خلفته الوزارات المعنية بالتعليم أو اللجان التي أوكلت لها مهام التفكير فيه، والباحثون القلائل الذين اهتموا بالتعليم في بلادنا، كما أن تصورات المختصين في مجال الإصلاح غير دقيقة و غير واضحة فهم يتحدثون عن إصلاح التعليم منذ حكومة الاستقلال.
إن كل وزير للتعليم له إصلاحاته الخاصة، بل قد تجد إصلاحات الوزير ليست هي إصلاحات الحكومة التي ينتمي إليها، و إصلاحات الحكومة ليست هي ما صرحت به في تصريحها الأول أو وردت في مخطط ما من مخططات الإصلاح التي يعلن عنها على الدوام.
كم من إصلاح عنوه وزراء التعليم منذ الاستقلال إلى اليوم؟ وكم كلفنا ذلك الاصلاح الذي لم يصلح نفسه يوما! ولماذا نتحدث عن إصلاح وهو في الحقيقة إصلاح مفقود؟
تعتبر هذه المرحلة من أدق مراحل الإصلاح في بلادنا من وجهة نظري المتواضعة؛ لذلك نجد هناك حاجة ماسة للأطر والتصورات الوطنية و تكييف التعليم مع المتطلبات الملحة للواقع الاجتماعي والاقتصادي وهو مالم لن يحدث إلا إذا تغير واقع المدرسين وتغيرت نظرة المجتمع لهم من أجل عطاء أفضل وأكثر ملاءمة لتطلعاتنا.
إن التصورات الإصلاحية التي تدور حول تعميم التمدرس ومساهمته في التنمية لن يكون لها انعكاس إجابي مالم تكن أولوية أوليات الإصلاح العمل على تغيير واقع المدرسين أو على الأقل العمل على تحسينها بصفة عملية وجدية.
إن الدولة كانت ولاتزال في حاجة ماسة لبناء أجهزتها الإدارية والأمنية والعسكرية و المرافق الحيوية و الفضاءات العمومية و كل ما له علاقة بالسيادة الوطنية، والمؤسسات التمثيلية لذلك عليها أن تكون صريحة مع نفسها في كل اصلاحاتها خاصة تلك التي تلامس واقع سكانها وتعمل على تغيير واقعهم نحو الأفضل.
ختاما لقد كان خطابات فخامة رئيس الجمهورية المتكررة تتناول التعليم كأولوية أولوياته وقد خصه بمقدرات خاصة من أجل تحسين وضعه والعمل على تغيير وضعية المدرسين التي يمكن وصفها بأنها كارثية رغم كل المحاولات لتغييرها، لذلك ينبغي أن نكون أمناء معه بمصارحته بالواقع بتحكيم عقولنا وترجيح أصوات ضمائرنا دون أن نكترت للعواطف ووسوسة ذوي المصالح الضيقة.
كامل الود: الأستاذ سيد أحمد عبدي أمبارك