اليوم خاطبني أحدهم بألفاظ عنصرية مقيتة أحسست من خلالها أنني مذنب، أو أحمل أوزار أمة ولا أتحملها، فما عشت ولاربيت على هذا، فعلا كانت العبارات بذية للغاية تنذر بالفعل أن في المجمتع بقايا عصبية أوجاهلية كنت إلى حد اللحظة أجزم أنها اختفت من مجتمعنا ولكن يبدو أنها على عكس ما أتصور.
بعد الحادثة ببرهة قليلة تأمل المكان الذي أوجد فيه لحظتها وخمنت أسباب ذلك السباب رغم أني لا أبدو في منظر الخصم الذي يستحق هكذا ألفاظ سوقية في فحواها قادحة في معناها، ولكن مجتمعا يعاني الطبقية ويحس الغبن ويعتقد أن هناك من منعوه حقه لاتتوقع منهم إلا أسو من هذا.
لقد كانت العبودية أحدى القضايا الشائكة في مجتمعنا، كما تمثل عنوانًا ثابتًا في التجاذبات السياسية، وبينما تؤكد الحركات الناشطة في مجال مكافحة الرق أنه لا يزال يمارَس واقعيًا، ترفض الحكومة الاعتراف بوجوده وتقول إن هناك مخلفات له وتعمل باستمرار للقضاء عليها عبر سن القوانين الرادعة ومنح الأولوية للمتضررين بتلك المخلفات في البرامج الاقتصادية والتعليم والصحة.
من تلك الحادثة المشؤومة استنتجت أن العنصرية تماما كالعبودية لا لون لها ولاعرق وإنما هي ابتلاء تعانيه المجتمعات ولن تتجاوزه كمشكل إلا غيرت عقليتها وتعايشت مع بعضها في سلام ونزعت من ذاتها الغل وآمنت أن الانسجام هو الوحدة ولن يتأتى إلا بخفض الجناح بعض لبعض.
كامل الأسف