مذكرات الرئيس محمد خونا ولد هيداله
من القصر إلى الأسر
الحلقة 45
– مساعي سرقة العاشر من يوليو
حين لاحظت تلك التحركات وعلمت أن أطرافا أخرى تسعى لسرقة الجهد الذي بذلته جماعة العاشر من يوليو، بل وتعطيل المشروع الذي جئنا من أجله، وكنت أتمنى أن المصطفى انتبه لهذه المشاريع وفوت على أهلها الفرصة بإعادة اللحمة إلى جماعته
في هذه الأثناء أراد المصطفى تأسيس المجلس الإستشاري الذي كان قد وعدبه لكن كان هناك خلاف على نسب تمثيل الولايات والمجموعات في المجلس وتحديدا من سكان ولاية اترارزة ومن المواطنين الزنوج، مما أدى إلى بلبلة في الشارع، ورأينا أن الوضع يكاد يخرج عن السيطرة ، فأرسلنا له رسالة مع تيام الحاج وآتيي همات شرحنا فيها الوضع القائم وأشرنا إلى أن الخلافات المتصاعدة في الشارع حول المجلس ستؤدي – إن استمرت- إلى وأد مشروع العاشر من يوليو واقترحنا أن يغتنم فرصة التوتر الحاصل ليقول (أن الشعب لم يتهيأ بعد للممارسة الديمقراطية ولذالك فالحاجة تقتضي أن يستمر المشروع العسكري إلى أن يتغير هذا الوضع )فرد علينا بالتعهد بذالك لكنه لم يف بتعهده، واستمر في إجراءات تشكيل المجلس، وفي الموعد المحدد لذالك لم يحضر ممثلوا الزنوج وولاية اترارزة، مما تسبب في أزمة كبرى امتدت إلى الشارع
عندما حدثت هذه الأزمة رأيت أنا وأحمدو ولد عبدالله أنه لابد من تحرك حقيقي، وأنه ليس أمامنا من خيار سوى التنسيق مع جماعة بوسيف وأحمدسالم ولد سيدي
وكنا قبل ذالك غير راغبين في التنسيق معهم لشكوكنا في أنهم على صلة بالمغرب وفرنسا، بل إن هذه الشكوك صارت حقائق لما جاءنا أحمد سالم في أحد الأيام وأخبرنا أنه التقي سفيري المغرب وفرنسا الذين أكدا له أن قواتهما ستكون تحت تصرفنا إن نحن قررنا التحرك لإزاحة المصطفى، وقد أجبناه بأننا لن ندخل في أي مشروع تقف خلفه هاتان الدولتان ، وخرجنا عنه