بدأت قصة بيرام التي سيكتشف في منتصف طريقها "صاحبو" ولد الغزواني في الأيام الأخير للرئيس السابق ولد عبد العزيز في السلطة من خلال وفد تفاوضي يمثل حزب الدولة يقوده الوزير السابق سيدنا عالي ولد محمد خونه ما يعني أن الرئيس السابق هو مهندس علاقة بيرام بنظام ولد الغزواني، ومع وصول ولد الغزواني للقصر وبعد أيام من تجميد تلك المفاوضات دخل رجل بوساتي من المقربين جدا من ولد الغزواني على خط تلك العلاقة وهو ليس من رجال الدولة وصار قناة التواصل المباشرة بين زعيم إيرا وولد الغزواني ناسجا بذلك خيوط علاقة ظلت تغيظ مدير الديوان ولد لحويرثي الذي لم يرق له أن يكون بيرام استثناء في علاقات ولد الغزواني بالسياسيين التي كان يتحكم فيها مزاج ورغبات ولد لحويرثي الذي كان يسوء مزاجه حين يتلقى الأوامر ببرمجة لقاءات بيرام مع ولد الغزواني أو الأوامر بخصوص تنفيذ الطلبات التي يقدم بيرام لولد الغزواني ما دفعه في إحدى زلاته العنصرية إلى إعطاء أوامره بإقالة المستشار الاعلامي لوزير التهذيب الوطني السيد الكوري ولد أصنيبه بمجرد حضوره لمؤتمر صحفي لمنظمة نجدة العبيد كونه محسوب على بيرام، وخلال الارهاصات الأولى للتشاور أوعز ولد لحويرثي إلى رجله في الحزب يحيى ولد الواقف عدم قبول مشاركة إيرا بحجة أنها ليست حزبا سياسيا واستبعاد النائب بيرام كونه مجرد نائب في حزب الصواب الممثل في شخص رئيسه السيد عبد السلام ولد حرمه وتصدى بيرام لمحاولة تقزيمه تلك بكل شراسة لكن ولد لحويرثي ظل يرسل الرسائل القولية والفعلية المفخخة إلى بيرام وعبر البريد المضمون ومن مضمون إحدى تلك الرسائل أن بيرام: " أكملو انكب السماء من يرخص لو الحزب" وظل الطرف الأخر الوسيط بين بيرام وولد الغزواني يحث بيرام على ضبط النفس وتجاهل دسائس ولد لحويرثي.
تم تمرير قانون الجمعيات بضغط من ولد الغزواني على وزير الداخلية ومدير الديوان اللذين ماطلا كثيرا في عرضه على الحكومة وأخير حصل بيرام على ترخيص لحركة إيرا وصرح أنه وجد بعد عناء ووعثاء "صاحبو"، رغم حقيقة قبوله على مضض لعدم ترخيص حزب الرك حيث تم وعده بترخيصه أثناء أو بعد التشاور مباشرة.
اطلق بيرام حملة تعبئة في جماهير إيرا التي هي نفسها جماهير حزب الرك وأخذ الضوء الأخضر من ولد الغزواني الذي أعطى أوامره لوزير الداخلية ولد مرزوك بعدم التعرض لبيرام واطلق الكنتي حملة شعواء على بيرام ظاهرها هجوم على بيرام وإيرا وباطنها اتهام لولد مرزوك والداخلية بالتوطؤ معه وجاء التعديل الوزاري برياح ولد لحويرثي التي لا تشتهيها سفن بيرام إلى الداخلية وعلى جبهة الحوار تعثر ولد الواقف في فرض خارطة طريق المأمورية الثانية، فوقع ما لم يكن منه بد، كيف ذلك؟ من أطار وصلت ولد لحويرثي برقية أن بيرام الذي استقبل عند مدخل المدينة على أهازيج "بنجه" يرفع كما جرت العادة لافتة حزب الرك في النشاط المرخص باسم حركة إيرا فقام بوضع خطة وصفتها إيرا بالاستفزازية وهي أكثر من ذلك خطة شيطانية عرض فيها أمن وسلامة أفراد الشرطة للخطر حيث طلب انتظار وصول بيرام للقاعة واقتحامها بواسطة أفراد أمن يرتدون خوذ كأنهم مقبلون على شغب في الوقت الذي كان يكفي إرسال فرد أمن بزي مدني لإبلاغ الرسالة للنائب بيرام وسحب اللافتة دون ضجيج وهذا ما لا يريده ولد لحويرثي الذي توقع ردة فعل عنيفة من أنصار إيرا وحدوث صدام داخل القاعة، هل خطط أحدهم لإغتيال بيرام في لحظة الهرج والمرج تلك لو حدثت، الله تعالى أعلم، ما نحن على يقين منه أن النظام لا يريد لولد الغزواني أن يواجه في الانتخابات الرئاسية مرشحا قويا كالسيد بيرام خصوصا أن حصيلة ولد الغزواني من الانجازات صفر وفي ظل خشية كبيرة لدى النظامين الجدد أن غالبية صامتة من الأغلبية لازالت تدين ببعض الولاء لولد عبد العزيز الذي تحذر جهات أمنية من حين لأخر ولد الغزواني أن خلايا سلفه الأمنية والمدنية استعادت انفاسها وتنسيقها فيما يذهب خصوم بيرام وولد عبد العزيز المعروفون للترويج أن الرئيس السابق سيصطف مع بيرام في اللحظة المناسبة، حينها لن ينجو ولد الغزواني من مصيدة الشوط الثاني وتصويت على أساس اللون قد يقوم به السود لحراطين والزنوج ويملك بيرام من مقومات التعبئة له ما سيجعله أمرا حتميا وهذه هي الصورة المرعبة التي رسم ولد لحويرثي بمعية ولد الواقف لولد الغزواني قبل سفره للعزاء في رحيل رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد.
لقد تعاملت الدولة العميقة بسطحية مع قيادات لحراطين فعتقدت أن تهميش الزعيم التاريخي و أب القضية مسعود ولد بلخير وابعاده من الحوار ودق اسفين الوشاية بينه ورئيس حركة إيرا النائب بيرام ولد اعبيد كفيل بتمرير أجندة التشاور بعدها النكوص بالإلتزامات التي قطعها الرئيس لبيرام من ثم ترضية مسعود وهكذا دواليك.
خونه ولد إسلمو