التمسك بالخيار هو مايملي الضمير:
ذ. سيد أحمد ولد عبدي أمبارك
تعد السياسة أُم الممكنات، بل هي الممكن ذاته، فهناك متغيرات دائمة في المواقف وهناك ليونة لابد منها في مواطن كثيرة تفرض نفسها على السياسي، لكن الصحيح أيضا، وجود ثوابت ومبادئ لا تتغير ولا تتبدل مع الزمن والشخوص، ولابد من الإصرار عليها، فالوصول الى السلطة والكرسي ليس هو الغاية؛ إنما هو وسيلة لتحقيق برنامج إنتخابي تعد فيه جمهورك الذي يقف خلفك.
ففي الوقت الذي ينمو فيه الصراع السياسي وسط صفوف النخب في ولاية لبراكنة، نتمسك بالمسار كخيار طائفي سياسي ونختار باختياره ونعاهد على شروطه كحلف، مع إيماننا بأن الصراع ظاهرة صحية تعني بداية التغيير والرغبة في التجديد، وذلك مسعى الكل ومستقبله.
إن تمسكنا بحلف المسار تمسك لامشروط بجماعة أهل أمعييف التي عرفانا منها طودين شامخين حببا إلينا الوجهة والمسار ولعلي هنا أقصد (اللواء محمد فال ولد أمعييف وشقيقه وزير الصيد والاقتصاد البحري الدكتور محمد ولد أمعييف).
وهنا وإن تساءل البعض عن سر هذا التصريح وسببه، فإنما هو الرد الصريح على بعض الخصوم السياسيين ممن اتهمونا بتغيير الوجهة السياسية بعد تقاعد اللواء محمد فال عابدين أمعييف، وهو اتهام مدحوض مردود على أصحابه إذ همسوا به، ولهؤلاء نؤكد جازمين لاتغيير في الضمائر لأصحاب الضمائر، فلم تكن الوظيفة لشخص ما هي شرط ولائنا له، بل هو عقد أخلاقي قبل أن يكون انتماءا سياسيا، وعلاقات اجتماعية وطيدة جذورها تاريخية ضاربه الأعماق، فلاتتهكموا فما للتنبؤ هنا مجال.
ختاما إنما يفقد الصراع معناه السياسي، ويجعله مجرد صراعات فردية من دون تأثير حقيقي في الثقافة السياسية للناس هو إفراغه من محتواه الحقيقي القائم على المنافسة الشريفة لاعلى الإتهام دون بينة، فقيمة الصراعات داخل النخب أنها تحفّر في الثقافة السياسية، وتصبح محطات مضيئة تُحسم فيها المواقف وتكشف الغموض السياسي، حينما تستند إلى تعريف واضح للولاء السياسي عنوانه المصلحة العامة.
كامل الود الأستاذ: سيد احمد عبدي أمبارك.