الصم وتحطيم الحواجز الاجتماعية
سيدي احمل لعلي
تحاول شريحة عريضة من الصم في موريتانيا تحطيم الحواجز و إزالة العوائق ، التى تحول دون اندماجهم في المجتمع وتقبله لهم كأشخاص عاديين ، من خلال تعلم لغة الإشارة العربية الموحدة .
وتطلع مدارس تعليم الصم بهذه المسؤولية حيث تستقبل هذه المدارس تلاميذ الابتدائية بكل أقسامها ، ويتلقون المقررات الدراسية المعتمدة في البلاد من قبل معلمين مختصين في لغة الإشارة .
أعل الشيخ ولد بيديه من مواليد 1980 أصيب في الصغر بمرض فقد على إثره حاسة السمع لترافقه الإعاقة بقية عمره ، لكنها لم تكن ليقف أمام طموحه وحبه للحياة ، تعلم لغة الإشارة من مجتمع الصم كما يقول أثناء وجوده بالمملكة المغربية .
يعمل أعل الشيخ مدرسا بوحدة الصم في مدينة انواذيبو . وهو ناشط في جمعيات ومنتديات الصم في موريتانيا ، و يساعد العديد من البكم وضعاف السمع على تعلم لغة الإشارة و كذا الولوج إلى سوق العمل .
يري اعل الشيخ أن الأصم لا يختلف عن غيره من الأشخاص العاديين في شيئ ، ويضيف أعرف أشخاص من فيئة الصم يمارسون أعمالا عديدة مثل : النجارة والحدادة وإصلاح السيارات والالمنيوم والبناء والكهرباء والحلاقة والخياطة وفي صالونات التجميل ...
لكن الصعوبة تكمن في عدم فهم غالبية المجتمع ل لغة الإشارة التي يتخاطب بها الصم فعندما يحتاج أحدنا لخدمة معينة في قطاع من القطاعات الادارية أو الخدمية ... لخدمة بسيطة من الصعب أن يفهم الموظفون قصده مالم يرافقه مترجم في لغة الإشارة رغم بساطة ما يريد أحيان أستخراج ورقة أو الحصول على خدمة معينة ، يتمنى أعل الشيخ أن توظف هذه الجهات وخصوصا الخدمية منها مترجمين في لغة الإشارة، أو تقوم بإجراء تكوين لموظفيها في لغة الإشارة حتى يتمكنوا من التواصل مع هذه الفيئة من المجتمع .
فرحة محمدن من مواليد 1986 وخريجة مدرسة الصم ، تعمل فرحة حاليا في مصنع الملابس التابع للجيش الوطني ، أستطاعت أن تكون حياة ناجحة وهادئه مع شخص أصم ، تقول أنها تمارس حياتها بشكل طبيعي في جو من الألفة و التفاهم ، وتضيف يظن الكثيرون أن زواج الصم فيمابينهم أو من أحدهم ينتج عنه أبناء إما ضعاف السمع أو بكم وهذا غير صحيح أنجبت بنتا والحمد لله سليمة السمع وأعرف بعض من الصم أنجبوا أبناء أصحاء والحمد لله .
يشكو حبيب أحمد محفوظ وهو أصم و معلم بوحدة الصم بانواكشوط من عدم تمكين الصم من الولوج إلى الوظائف الإدارية والمناصب السامية في الدولة رغم حدة ذكاء البعض من أبناء هذه الشريحة وتميزهم .
ويرجع حبيب ذلك إلى عدم تمكين هذه الفيئة من الولوج لكافة المراحل الدراسية فالتعليم المتاح للصم بشكل متخصص يشمل الابتدائية فقط دون بقية المراحل الدراسية التي يختلطون فيها مع غيرهم من السامعين ، ويتلقون الدروس من قبل أساتذة غير مكونين على لغة الإشارة مما يصعب مهمتهم في مواصلة الدراسة ، ما جعل أغلبهم يتوقف عند شهادة ختم الدروس الإعدادية.
مديرة وحدة الصم بانواكشوط ومترجمة نشرات للأخبار في القناة الرسمية بلغة الإشارة ، السيدة عيشة عالي بورو تقول : في السنوات الأخيرة بدأ يتشكل الوعي لدي غالبية المجتمع بضرورة الانفتاح على هذه الفيئة وتعلم العديد من السامعين لغة الاشارة فكانوا حلقة وصل بينهم مع الآخرين .تضيف عيش حسب تجربتي التي تفوق 20 عاما مع الصم فإن قليلا من الاهتمام والرعاية والقرب منهم كاف لإزالة كل حواجز الاندماج في المجتمع بشكل كلي .
و من الملاحظ في الآونة الأخيرة تزايد نشاط عدة منظمات ومنتديات
للصم ، تعمل على خلق وعي وطني بضرورة كسر الحواجز الاجتماعية التي تحول دون إدماج هذه الفيئة في المجتمع ، ونشر ثقافة التطوع ولغة الإشارة ، وهو ماجعل التلفزيون الرسمي في موريتانيا يعتمد مترجمين ل لغة الإشارة في النشرات
الرئيسية .
لاله كابر مقدمة ( برنامج أنا الأصم )
في التلفزيون الرسمي وهي رئيسة جمعية تعنى بالصم تقول : هذا البرنامج الذي أقدمه على الرغم من أنه خاص بالصم إلا أنه أيضا يساعد السامعين على تعلم لغة الإشارة .
وقد لاقى استحسانا كبيرا في صفوف الصم وذويهم وحتى العديد من السامعين ،
فلأول مرة في موريتانيا يفرد لهذه الفيئة الهامة من المجتمع في الإعلام الرسمي برنامج خاص بهم يجدون فيه ذواتهم و يعالج قضاياهم ويطرح مشاكلهم .
"تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".