عند ما يعلوا صوت المال ويغيب الضمير..

أحد, 03/19/2023 - 22:46

عند ما يعلوا صوت المال ويغيب الضمير

 

نعيش زمنا غريبا موازينه مغلوبة ، و ناسه أصبحت بلا ضمير ، ولا رأي ولا أخلاق للأسف، 

قد تسكت عن خطأ واضح! 

قد تصمت وتتوارى عن فساد يستشري ويأكل المكان! 

قد تعمى عينها وبصيرتها من أن تنكر منكرا..! 

قد تصفق وتبتسم لأخطاء ولتمثيل وسيناريوهات ركيكة !

الضمائر طالها الفساد والعفن 

وحكم عليها بالموت لدرجة انها لم يعد لها كيان يميزها 

نعيش في زمن 

يعج بقائمة من ساسة أسهل ما عليها أن تبيع ضمائرها بزينة زائلة، وبمبالغ زهيدة، وقد تبيع صاحب، وقد تنسى قرابة، وتكون من النذالة ما يفوق الوصف والتصديق

غير عابئين بمبدأ او خلق وغير مدركين انك يمكن أن تشتري به منصباً لا احتراما, 

وأن تشتري به سريراً لا نوما, 

وأن تشتري به دواءًً لا عافية

 فالضمير الآدمي اليوم في وطننا يباع ويشترى في سوق وبأبخس الأثمان!!

بفعل ساستنا و بكل وقاحة

 قد كان بيع الضمائر مستتراً,

 اما بيعه اليوم أضحى ظاهراً في محل رفع ونصب وجر, 

ويقبح البيع والشراء حين يكون على حساب الدين أو الوطن, 

وتزيد هذه المعاوضة قبحاً حين تغيب الصفقة ويظهر أثرها باسم الوطنية أو الحرية أو الإنسانية...الخ , 

وتزداد خطراً حين يغيب هذا كله عن عين الراعي والرعية.

وللأسف, فقد قل الشرف,

 وانحسر الإباء, 

فرخص الضمير,

 نتيجة لكثرة العرض فظهر من يوظف قلمه ليهدم شعائر دينه, ويقوض أركان وطنه, ليبني على أنقاضه دولة مفسدين بلباس مصلحين

 وظهر من يوظف لسانه ليستبيح به الدين وأهله, 

وأغرب من هذا وذاك من باع ضميره وهو لا يدري, وباع معه نفسه ومهجته, ففخخ وجهز ودبر وفكر وقدر لينسف البنيان, ويقتل الإنسان, ألا ساء ما يزرون.

أن الفساد الذي يستشري سريعا يحتاج تدخلات لاقتلاعه ولمضادات وعلاجات قد يستدرك بها ما يمكن علاجه!

أن ساستنا اليوم يبيعون وطنهم ومصلحة أجيال في سبيل منصب بقبة البرلمان وحصانة دون أي اعتبار منهم لمصلحة ابناء جلدتهم يبيعون لهم الوهم والضمير و الاخلاق فالكل مباح وصالح للبيع في ميزانهم وعقيدتهم فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.

أنا لست في معرض محاسبة الناس واتهامهم، لكن ما نحن فيه حقاً من شقاء يحتاج إلى أن ينظر كل منا إلى ضميره نظرة فاحصة، زيارة مفاجئة إلى داخله، فأغلب الظن أن ما سنراه سيصيبنا بحزن يفوق حزننا على ضعف القلب وتهالك الكبد.

لقد جربنا أشياء كثير، 

فلنقم إذن بتلك الزيارة المؤجلة إلى دواخلنا، 

علها تحل معادلة الكآبة التي تحيط بنا، وتعيد الاتزان ـ

 أو جزء منه ـ إلى أرواحنا،

 وتؤجل عملية البيع إلى أجل غير مسمى.

شيخنا سيد محمد

إعلانات

تابعونا