في تحليلنا لواقع الممارسة السياسية في مقاطعة مال بولاية لبراكنة يمكننا وبكل بساطة أن الخارطة السياسية في المنطقة لها صناعها ممن وضعوا بصماتهم في الواقع السياسي هناك ومن ثم فإن تجاهلهم أو محاولة اختزالهم مسألة صعبة للغاية وهنا يمكن وبكل بساطة يمكن القول أن المدير العام للشركة الوطنية للبريد السيد علين ولد عيسى يمثل في المقاطعة النقطة المركزية في الدائرة والرقم الصعب في المعادلة خصوصا في بلديات الرومد ومال وبورات، ذلكم لأن القواعد الشعبية في هذه المناطق إن لم تكن محسوبة عليه كلها فجلها.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن في هذه الدائرة السياسية توجد محطات تلتمع فيها أضواء كاشفة؛ لا تكشف فقط عن حجم الصراع على تعريف الولاء السياسي وسط النخب السياسية في مقاطعة مال الفتية، بل تتجاوز ذلك إلى لفت الانتباه إلى التحولات الجديدة التي تعيشها هذه النخب، على الرغم مما تشهده من صراعات وشغب. وأهم ما في هذه التحولات أننا أمام بدايات جديدة لإعادة تعريف الولاء السياسي بما لا يتناقض مع تقاليد الحياة السياسية في الولاية عموما حتى لا أحصره في قالب مقاطعي ضيق، ولكنه يعيد ترتيب معايير الولاء السياسي لتكون أكثر وضوحا وميلا إلى رجل السياسة والمقاطعة الأقوى في نظر الكثيرين المدير علين ولد عيسى رغم المنافسة التي يبديها خصومه السياسيين في المقاطعة.
وفي القاموس السياسي لأنصار الرجل في المقاطعة أن المواقف السياسية مهما كانت متغيرة بتغير الأفراد فإن ولاءهم لشخص المدير علين ولد عيسى باق لا يتغير بتغير المناصب وذلك طبعا لأنها مواقف لم تبن على مبادئ واضخة والممارسة السياسية عندنا لعبة لمصالح ضيقة وليست لعبة لذاتها ولا حتى نمارسها كفن الممكن أو المتاح بل هي مبنية على الصراع لصالح قوة يوم أو رصيد ساعة، لامن أجل مصلحة مجتمع وبقاء أمة.