الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير ٱفاق تنموية واعدة (المساهمة الفعالة في التنمية المستدامة) الأستاذ الكاتب: سيد أحمد عبدي يعتبر مشروع السور الأخضر الكبير برنامجًا إنمائيًا ريفيًا طموحا يمتد على طول منطقة الساحل يرمي إلى إدارة النُظم البيئية إدارةً متكاملةً من أجل مكافحة تدهور الأراضي والتصحّر، وآثار تغيّر المناخ، وفقدان التنوّع البيولوجي، ومواجهة الفقر وانعدام الأمن الغذائي وتزايد النزاعات بفعل ندرة الموارد في بلدان منطقة الساحل على حدّ سواء، وذلك من خلال مجموعة من المشاريع التنموية أعدت لذلك الغرض. وتعتبر الوكالة الوطنية للسور الأخضر العظيم مؤسسة عمومية هامة في هذا المجال، ورغم أن الوكالة مؤسسة تحت وصاية وزارة البيئة والتنمية المستديمة إلا أنها تمثل برنامجا إنمائيا بحجم تدخل وزارة قيمته في أهدافه والمهام الموكلة إليه حيث يتمثل الهدف الرئيسي للوكالة في الإسهام على الصعيد المحلي والوطني في مكافحة التأثيرات البشرية والطبيعية للتغير المناخي، ومكافحة التصحر والجفاف، بواسطة تعزيز إنتاجية المنظومات الطبيعية واستعادتها، والأمن الغذائي وتحمّل السكان الموجودين في ممرّ السور. ولهذا الغرض، تتدخل الوكالة في ست ولايات، هي : الترارزه والبراكنه وتكانت والعصابه والحوض الغربي والحوض الشرقي، عبر ممر يجتاز 15 مقاطعة و45 بلدية في موريتانيا، يقطنها قرابة 000 500 ساكن. ورغم أن الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير قد أنشئت في موريتانيا سنة 2014 إلا أنها لم تقم بالمهام المناطة بها نظرا لعدة عوامل منها مايتعلق بالمصادر البشرية أو الكادر البشري القادر على تنفيذ المشروع مما تطلب إعادة هيكلتها وإسنادها إلى المتخصصين في المجال وهي المهمة التي تم إسنادها إلى المهندس سيدنا ولد احمد اعلي وزير الزراعة في الحكومة المنصرمة باعتباره كفاءة وطنية من أهل الاختصاص وذلك تلبية للحاجة الملحة لمواجهة مشاكل بيئية تتمثل في التصحر واستفحال ظاهرة زحف الرمال, و مواجهة للتحديات الكبرى في إطار التعاون الإقليمي لمكافحة تلك الظواهر على المدى البعيد ووضع سياسة فعالة خدمة لأهداف و ضمانا لتنمية اقتصادية واجتماعية متناغمة تركز على الإنسان ونظامه البيئي خاصة في المناطق الريفية الاكثر فقرا بخمس ولايات من الوطن هي اترارزة ولبراكنه ولعصابه و تكانت و الحوضين. وبعد تحديد الأهداف الاستراتيجية العامة للوكالة المرتكزة على التدخل في أربع محاور أساسية، تصب في مجملها في ترسيخ ثقافة المحافظة على البيئة واستعادة التنوع ومحاربة التغيرات المناخية التي أصبحت واقعا معاشا، قامت الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير بوضع الآليات والإمكانيات اللازمة للشروع في تحقيق هذه الأهداف كما وكيفا من أجل موريتانيا خضراء مزدهرة تنمويا.