قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2024، إن 180 من مقار الأونروا في قطاع غزة تعرضت للدمار بينها 160 “دُمرت بشكل كامل”، واعتبر أن “الدافع وراء الهجوم على أونروا ليس عدم حيادها، بل حرمان الفلسطينيين من وضع اللاجئين”.
في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، قال لازاريني: “ملتزمون بتطبيق التوصيات الواردة في التقرير الذي وضعه الفريق المستقل بشأن الوكالة”.
وأضاف: “سنبدأ في تنفيذ بعض التوصيات الواردة في تقرير الفريق المستقل فوراً، ونلتزم بتنفيذها جميعاً”، ثم أوضح أنه “لن نتمكن من تنفيذ عدد من التوصيات الواردة بتقرير الفريق المستقل دون دعم الدول الأعضاء”.
وكشف المتحدث ذاته، أن “عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة وصل إلى 250 يومياً، ولكن هناك حاجة للمزيد”، وقال إنه “لدينا تمويل كافٍ لنهاية يونيو/حزيران المقبل عقب استئناف عدد من الدول تمويل الوكالة”.
لازاريني أشار أيضاً إلى “مخاوف من تفشي الأمراض في شمال غزة في ظل تكدس كبير للنفايات”.
الدمار في كل مكان
في السياق نفسه، قالت وكالة (أونروا)، الثلاثاء، إن 200 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزة خلفت “دماراً في كل مكان، وأضراراً هائلة بالبنية التحتية الحيوية” في القطاع.
المنظمة الأممية أوضحت في منشور على منصة “إكس” أنه “بعد مرور 200 يوم على الحرب (الإسرائيلية على القطاع)، أصبح الدمار في كل مكان في غزة”.
وأضافت: “الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية هائلة، وفقد أكثر من مليون شخص منازلهم ونزح 75% من السكان”.
الأونروا قالت أيضاً إن “الأمر سيستغرق سنوات لإزالة الحطام” الناتج عن القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكثر من نصف عام.
ثم شددت المنظمة الأممية على أن “وقف إطلاق النار هو الأمل الوحيد المتبقي” لإنقاذ سكان القطاع.
تقرير أممي يؤكد حيادية “الأونروا”
الإثنين 22 أبريل/نيسان 2024، أفاد تقرير مجموعة المراجعة الخارجية المستقلة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا“، أنه لا يمكن الاستغناء عن دور الوكالة في المنطقة، مشيراً إلى أن الكثيرين يعتبرونها “شريان حياة”، وذلك خلال مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة عقدته رئيسة المجموعة كاترين كولونا، نُشر ملخصه على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
في 5 فبراير/شباط أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبالتشاور مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، عن المراجعة المستقلة بقيادة كاترين كولونا، والتي عملت مع 3 منظمات بحثية هي معهد راؤول والنبرغ في السويد، ومعهد ميشيلسن في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.
وجرت المراجعة الخارجية المستقلة بالتوازي مع تحقيق يقوم به حالياً مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حول ادعاءات تورط 12 موظفاً لدى الأونروا في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول على مستوطنات غلاف غزة، وفق ما هو مدون بموقع الأمم المتحدة .
وقالت كولونا، وهي وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، إن الوكالة “وضعت عدداً كبيراً من الآليات والإجراءات لضمان التزامها بالمبادئ الإنسانية، بالتركيز على مبدأ الحياد، وتتبع نهج للحياد أكثر تطوراً من أي جهة أخرى مشابهة أممية أو غير حكومية”.
وأشارت إلى أنه “في ظل غياب حل سياسي، تقدم الأونروا مساعدات إنسانية منقذة للحياة وخدمات أساسية للسكان، وفيما نتحدث الآن في هذا الوقت الحرج، تقوم الأونروا بدور حيوي في الاستجابة الإنسانية في غزة”.
وتتعرض الوكالة الأممية لهجوم إسرائيلي وصل حد المطالبة المتكررة بإنهاء دورها ووجودها.
ومنذ 26 يناير/كانون الثاني، علقت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تمويلها للوكالة الأممية، على خلفية مزاعم إسرائيلية بأن عدداً من موظفيها شاركوا بالهجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما أعلنت الوكالة أنها تحقق بتلك المزاعم.
لكن بعض هذه الجهات والدول بدأت في مارس/آذار الماضي مراجعة قراراتها إزاء الأونروا، وأفرجت عن تمويلات للوكالة.
وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حرباً مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “الإبادة الجماعية”.