برزانة قدم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الشعب الموريتاني رسالة ترشحه للعهدة الثانية
دون صخب ولا ضوضاء، ودون أزيز ولا إطلاق للكلام على عواهنه، خاطب الرئيس الشعب الموريتاني، محددا ملامح الفترة القادمة، والمأمورية المباركة الثانية، وما من شك أن هذا الاستحقاق القادم لا يأخذ أهميته فقط من مضمونه الديمقراطي وروحه الدستورية، بل من استقرار واستمرار منهج حكم رشيد، وسياسة تهدئة وإنصاف، وروح تآزر وطني شامل.
لم تكن السنوات المنصرمة سهلة، بل كانت عبورا قويا نحو تنمية شاملة، وأداء سياسي لا مجال فيه للتنابز والحدية والسجال، حتى وإن كان ذلك السلاح الفكري والسياسي الوحيد لثلة من الذين لم يتعودوا غير ذلك.
لقد استلم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الحكم في ظرف سياسي محلي صعب، ولعدة أيام كان البلد في حالة أشبه بالطوارئ، فيما بدا أنه أساس أزمة سياسية ، وغراس شقاق وطني سعى البعض إلى مد جذوره في أعماق الوطن.
لكن تنصيب فخامة الرئيس واستلامه مهامه كان بداية صفحة، وطي أخرى، وانطلاقة مسيرة وممارسة، قوامها الانفتاح على الجميع والتأكيد للموريتانيين أنهم أبناء وطن واحد، يسعهم جميعا.
وهكذا أصبح وأمسى قادة المعارضة، وقادة الرأي والعلماء والمفكرون والمرجعيات زوارا مرموقين في القصر الرئاسي.
كانت التهدئة والتشاور سياسة حكم واستراتيجية نظام، فانتزع فتيل الأزمة من جسد السياسية، وتصدى بحكمة لكل محاولة جديدة لغرس الفتيل في جسد لا يتحمل غير التعافي والرشد وإدارة التباين بروح وطنية.
ولم تكن معالجة الملف السياسي وتفكيك عراقيله حتى استلان قياده بالأمر السهل، ولم تكن معالجة التناقضات الشديدة، بين الفرقاء السياسيين بأسهل من التصدي لجائحة كوفيد التي ضربت العالم كله، وأنهكت اقتصادياته، وعاثت فتكا بالأرواح، وتفكيكا لمنتظم الاجتماع البشري، وبفضل الله تدارك خلقه، ومكنت حكمة الرئيس من معالجة نوعية لهذه الجائحة وآثارها، وهو ما فرض إعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية وسياسة التنمية المجتمعية.
وما من شك أن البرامج التنموية المتعددة التي شهدتها البلاد، خلال السنوات الخمس المنصرمة، من تآزر وطني أدى رسالته، ووصل من المواطنين حيث يصل الإنجاز النبيل والعمل التنموي الرائد.
ولا يمكن الحديث عن حصيلة السنوات المنصرمة، دون الوقوف على المدرسة الجمهورية، وما حققته من سير متوازن وحثيث على طريق الإصلاح.
ثم إن موريتانيا المتصالحة مع ذاتها وهويتها، تفخر بالدورة الرابعة من جوائز فخامة رئيس الجمهورية لحفظ المتون المحظرية، راسمة بسمة عطرة على وجه التاريخ والتراث والمحاظر والمراكز الدينية والمعاهد التي لم تعد تخشى حيفا ولا محاربة، بل توحدت كلمتها ورؤيتها مع الرؤية العامة لفخامة رئيس الجمهورية تجاه استعادة الدور التاريخي لموريتانيا.
وفي الهوية والانتماء لا يمكن إلا أن نتوقف عند المواقف العظيمة والمشرفة لفخامة رئيس الجمهورية تجاه ربع عزتنا، غزة المقاومة، حيث كانت مواقف رئيس الجمهورية صادعة وصادحة بانحياز موريتانيا إلى عدالة الإنسانية، وشرف الانتماء، وعز الدعم والمساندة للمقاومة الفلسطينية.
إن ترشح فخامة رئيس الجمهورية يعني دون شك اكتمال منظومة قيم للتدبير الراشد للعلاقة بين الدولة والمواطن، وفي توجيه الموارد نحو الأهداف التنموية الكبيرة، وفي التهدئة والمصالحة السياسية.
هي إذن مأمورية ثانية ..لنماء مستمر، وعافية شاملة، وأمن عام، وتداول سياسي لا مجال فيه للتنابز والسجال، ولمشاركة وطنية واسعة في الهم الوطني...وهي أيضا كما قال رئيس الجمهورية مأمورية يمثل الشباب قوامها وأساسها وهدفها وغايتها...فهنيئا لبلادنا بمأمورية ثانية، وعهدة تستقر بها وتستمر الإنجازات.