ترأس المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس، مهرجانًا جماهيريًا لحملته الانتخابية على مستوى مدينة كيفه بولاية لعصابه، ضمن ثالث محطات جولته التي تشمل جميع ولايات الوطن، وذلك بحضور منتخبي وأطر الولاية وفاعليها من داعمين ومؤيدين للمترشح.
ولد الشيخ الغزواني ألقى كلمة بالمناسبة أكد في مستهلها اعتزازه بالحضور لهذه الولاية، مرتع الصبا، حيث تربى وترعرع بين الأهل والأحبة والأصدقاء، معبرًا عن سعيه لاستعادة معالم المدرسة الجمهورية التي تحتضن الجميع في عدل ومساواة.
كما عبر المترشح رقم واحد على اللائحة الانتخابية عن شكره لقاطني مدينة كيفيه وجميع مقاطعات ولاية لعصابه على ما أبدوا من دعم ومؤازرة له ولبرنامج الانتخابي في سعيه لمأمورية ثانية، وما كان من دعم إبان ترشحه للمأمورية الأولى.
مضيفًا أنه أتى للحديث عن الوطني وتقييم ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية، وأولويات البرنامج المقدم ضمن المشروع التنموي للسنوات القادمة بحول الله تعالى، مبديًا اعتقاده أنه ورغم الصعوبات والأزمات فحصيلة المأمورية كانت مهمة، والبلد آمن ومستقر في محيط مضطرب، والنظام الديمقراطي يتعزز بمشاركة جميع الموريتانيين والتشكيلات السياسية، حسب تعبيره.
كما أبدى غزواني تشرفه بدعمه خلال هذه الانتخابات من طرف أحزاب معارضة عريقة، وأشخاص لهم تاريخ مهم في خدمة هذا البلد، منوهًا بنجاحه في تأسيس نموذج اجتماعي، وإطلاق برنامج واسع للنفاذ للخدمات الأساسية في مجال التعليم والصحة والكهرباء والطرق، وبدء برنامج طموح لعصرنة الإدارة وإدخال الرقمنة وتسريع إجراءات تحسين الخدمة المقدمة من طرف الإدارة، وتعزيز اللامركزية بالبدء في تنفيذ خارطة طريق تجعل المجالس الجهوية والبلدية في ظروف تمكنها من لعب دورها في التنمية المحلية بفعالية.
غزواني طمأن الحاضرين أن الوضعية الاقتصادية للبلد جيدة، وأن النمو الاقتصادي متقدم عقب أزمة كوفيد 19 والاضرابات المصاحبة وما نتج عن الحرب الأوكرانية، منوهًا إلى أن موريتانيا من أحسن الدول في المنطقة.
وبخصوص مكانة البلد في المنظومة الدولية قال إن الديبلوماسية الموريتانية نشطة ولديها مصداقية لدى جميع الشركاء سواء في المنطقة أو القارة أو العالم بأسره، مؤكدًا أن البلد يتبوأ مكانة محترمة نتيجة لهذه الديبلوماسية.
وأضاف غزواني أنه عاقد العزم على الاستمرار في بعض المحاور من البرنامج السابق وإطلاق إصلاحات ومشاريع جديدة، ومما سيستمر في العمل عليه التركيز على المحافظة على الأمن والسكينة العامة، معتبرًا أن الإخلال بهما ينعكس سلبًا على جميع المجالات، مشددًا على الاستمرار في مشروع المدرسة الجمهورية، وفي السياسة الاجتماعية، مؤكدًا أن المأمورية القادمة من أجل الشباب.
غزواني أردف أن محاربة الفساد لا بد فيها من الصرامة، حيث عمل في المأمورية المنصرمة على إصلاحات أظهرت أن المؤسسات لا زالت بحاجة للتقوية بالمصادر البشرية وبما تحتاجه لتأدية عملها كما يجب، مؤكدًا أن التسيير والتعامل في الشأن العام ستكون فيه المتابعة مكثفة ولا تستثني أحد.
كما أبدى المترشح عزمه على إطلاقه ثورة زراعية تمكن البلد من تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الحبوب المستعملة، منوهًا إلى أنه تمت تلبية 90% من حاجيات البلد من مادة الأرز، وتم تشجيع المبادرات الخاصة بإنتاج الخضروات لأجل الاستغناء عن الصادرات منها، كي لا تتأثر حياة المواطن اليومية بتلك الأزمات الخارجية، على حد وصفه.
وتعهد غزواني بتحسين ظروف العمال خصوصًا عمال سلك التعليم والصحة والقوات المسلحة التي تسهر لأجل حماية هذا الوطن، وقوات الأمن التي تضمن السكينة والأمن للمواطنين والأجانب المقيمين في البلد، مكملا أن هناك محور يحتاج العمل، وهو إصلاح يمكن من القيام بلفتة كبيرة للمتقاعدين في البلد، نتيجة لبلائهم في العمل حتى وصولهم سن الراحة، قائلا إنه سيعمل خلال المأمورية القادمة على إصلاحات في نظام التقاعد.
وبخصوص اهتمامات سكان ولاية لعصابه شدد على أنه منذ بداية المأمورية المنصرمة حرص على استفادة هذه الولاية من كل المشاريع التي تم إطلاقها، وأن مندوب التآزر ومفوضية الأمن الغذائي عملتا على تدخلات كبيرة في الولاية، ما مكن من حصول أزيد من 12 ألف أسرة على التأمين الصحي، واستفادة أكثر من 13 ألف أسرة من التحويلات النقدية المباشرة بصفة منتظمة وأكثر من 21 ألف أسرة من تحويلات نقدية ظرفية، وأنه في إطار السكن الاجتماعي الأشغال متقدمة في 358 وحدة سكنية بكيفه، وتم إنشاء عدة سدود كبيرة وعشرات السدود الرملية وزيادة كمية المياه التي يتم ضخها في شبكة مدينة كيفه بـ 2000 طن يوميًا عن طريق سحب المياه من منطقة بوكادوم، مطمئنًا بأن الماء سيتوفر للمدينة بكثرة، كما سيسقي 90 قرية من النهر إلى مدينة كيفه، مشيرًا إلى تزويد أزيد من 100 قرية في الولاية بالمياه الصالحة للشرب، وإنشاء العديد من المدارس و مؤسسات التعليم الثانوي وتمكين 12 ألف طفل من الاستفادة من الكفالة المدرسية، وكذلك العمل على مشاريع طرق تشمل توسعة شبكة الطرق بمدينة كيفه وإعادة تأهيل طريق كامور كرو كيفه وبناء طريق السواطة مونكل باركيول وطريق تجكجه ول ينج مرورًا بكيفه.
غزواني ختم كلمته بأن ولاية لعصابه تستحق أكثر مهما أنجز لها، لأن لها مكانتها في الوطن ومركزيتها من خلال حجم السكان وتوسع مدنها، قائلا إن بناء الدول يحتاج الصبر والاستمرار، وأنه لمواجهة التحديات ستتم مضاعفة الاستثمارات المخصصة للولاية وبالتحديد في مجال الرعاية الصحية والتأمينات والتعليم والبنى التحتية، ومضاعفة الأسر المستفيدة من الحماية الاجتماعية والتوزيعات المباشرة، وتجهيز مركز نموذجي للتكوين المهني في مدينة كيفه، معبرًا عن تأكده من تألق سكان ولاية لعصابه في يوم الاقتراع.