المتعاونون حق أنجز، وحق آخر يستحق

خميس, 06/12/2025 - 13:34

حقق فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم، حلمًا طالما راود عمال الإعلام العمومي من فئة المتعاونين الكادحين، وهو حلم ظلّت الأجيال تطالب به منذ عهد التأسيس، دون ضجيج ودون منَّة من أحد.

ففي عهده، تم إنصاف موظفي الإعلام العمومي المكتتبين في العهود السابقة، من خلال رفع الرواتب، وتوفير الحقوق الأساسية كالتأمين الصحي والتقاعد الكريم، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للمؤسسات الإعلامية، وبناء شبكة إعلامية متميزة ضمن أعرق مؤسسة ترمز للاستقلال الوطني، وهي شبكة إذاعة موريتانيا.

وفي فترة مأموريته، يشعر اليوم العلماء وقراء الجمهورية، والإعلاميون والمثقفون، والفنانون والشعراء، والأساتذة والأطباء، ورجال السياسة والفكر، والعاملون في الأسلاك المهنية المدنية والعسكرية، والهيئات الدستورية، وعمال شركات الإنتاج مثل سنيم، والمياه والكهرباء، وصونادير، والموانئ - على سبيل المثال لا الحصر - بالعدالة والإنصاف بعد عقود من التهميش والنسيان.

وقد شملت هذه النهضة مختلف فئات الاقتصاد الاجتماعي؛ حيث تم توسيع نطاق التأمين الصحي من 100 ألف مستفيد ليشمل فئات لم يكن لها أمل في هذا الحق. كما أصبح السكن الاجتماعي متاحًا كحق، تمامًا كحق التعليم، وتم اكتتاب الأساتذة والخبرات الشابة، ليصبح ذلك واقعًا ملموسًا لا مجرد شعارات انتخابية.

كل هذه الإنجازات لم تأتِ بفعل فاعل، ولا نتيجة احتجاجات أو مطالب حزبية أو عرائض حقوقية.
إن هذا النهج يستحق الإجماع الوطني. ومن مظاهر الإجماع، أن نُذَكّر فخامة الرئيس بأن فئات مثل قطب لحداده، وقطب السكان الرحل، وسكان أحياء “حياة جديدة”، وشباب المهجر، وسكان المقاطعات التي منحته أصواتها، هي وحدها من تشعر بصدق هذا النهج الذي يرسمه بهدوء، بينما يحاول البعض قطف ثماره في وضح النهار أو تحت جنح الظلام.

ومن ضوء النهار الآن، فإن خطوات مثل إدخال استثمارات مضمونة للنهوض بقطاعات الزراعة والمياه، وتحرير قطاع الصيد، واستغلال الثروات الطبيعية كالحديد والذهب، إضافة إلى بناء قطب للطاقة المنقولة عبر الأقمار الصناعية - بدلًا من الشبكات التقليدية - في فضاء “كلب الريشات - عين الصحراء”، وتشغيل حركات المتطوعين والكشافة والمجندين في بناء الأقطاب التنموية الثلاثة بمعدل قطب لكل خمس ولايات خلال 36 شهرًا، تمثل مسار التحول نحو دولة الأجيال المتصالحة.

فلا شك اليوم أن فشل “النخبة” هو الخطر الحقيقي، لأنه يكرّس دولة “التاءات الأربع” التي شاخت في قارتنا، وأصبحت وصمة عار على جبين أمتنا، من نهر صنهاجة إلى بحر الصين:
الغزاة + الطغاة + الجفاة + الغلاة،
وهم الذين طالما تحدثتُ عنهم منذ إطلاق مشروع قناة المحظرة.

الأستاذ/ محمد الشيخ ولد سيد محمد
مدير قناة موريتانيا المستقلة (قمم)

إعلانات

تابعونا