
في مرحلة دقيقة من تاريخ بلادنا السياسي، آلت الأحداث إلى وقائع استثنائية، وتتويجا لتلك الوقائع أكسب الشعب الموريتاني ثقته لفخامة رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ الغزواني، مجددا له العهد بعد أن برهن أن للعهد عنده معنى، خلال تلك المرحلة كانت المصالح تمتزج بالمبادئ ليكتب الكل تاريخا مشتركا، رغم تفاوته في صناعته، من هنا برزت كتلة الوفاق من أجل البناء بمقاطعة مال، ولاية لبراكنة بقيادة المدير: أعمر ولد يعقوب ولد أعمر، كركيزة أساسية لضمان الاستقرار، والتجديد والوفاء بالتزامات المشروع المجتمعي لفخامة الرئيس المنتخب بإرادة الشعب الموريتاني.
إن كتلة الوفاق من أجل البناء في مقاطعة مال -بحضورها الدائم والفعال خلال سلسلة الأحداث الوطنية بمختلف أبعادها وبفضل مواكبتها الدائمة لمشروع التحول المجتمعي الٱمن الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية، خصوصا في القضايا الوطنية العادلة والتي تمثل أساسا قويا لبناء المجتمع والحفاظ على وحدته- قد تحولت إلى رقم صعب في الساحة السياسية المقاطعية، وحتى الجهوية، فأصبحت رقما صعبا، لايمكن اختزاله في غيره أو تجاوزه بحجم حضوره وعلو كعبه في الممارسة السياسية، ومواكبته لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية، الذي تسهر حكومة معالي الوزير الأول السيد: المختار ولد اجاي على تجيسده واقعا ملموسا، وبفضل حرصه الدائم على حلحلة قضايا المقاطعة التنموية خصوصا قضايا: التنمية والتعليم والصحة...
من جهة أخرى فقد استطاع شباب الكتلة بتوجيه من قيادتها ومن خلال جهودهم المخلصة لتكتلهم السياسي، بناء مسار سياسي يجمع بين استشراف التحديات والعمل الميداني المؤثر بشكل إيجابي في المقاطعة، وكانوا بذلك قد رسخوا ثقافة العمل التطوعي بين صفوف أبناء المقاطعة، ولكم في عمليات السقايات المتواصلة خلال فترة أزمات العطش التي تعيشها مدينة مال تحديدا نموذجا بسيطا رغم عظمته، مع حرصهم الدائم على الحفاظ على قيم الثبات والمصداقية خلف رجل المبادرة والمنسق العام الكتلة، الذي جمع كل خصال القيادة ومعاني رجل الدولة والمجتمع، فهو إلى جانب كفاءته الوطنية والمهنية شاب عقلاني التدبر مؤمن بروح الجماعة، تلك الروح التي باتت نادرة في عالم السياسة، خصوصا في بيئة أكثر ما يميزها أنفراد ساستها بآرائهم وانفرادهم بقراراتهم.
لقد برهنت الكتلة على أنها لم تكن مجرد كيان سياسي، يبحث عن مصلحة شخصية لبعض أفراده، بل هي تكتل سياسي أبرز ما يميزه تشبثه بالمبادئ الكبرى للتنمية الشاملة وتعزيز الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية والرفع من مستوى الفئات الهشة، وتوطيد مبادئ وفلسفة المدرسة الجمهورية التي تمثل أساسا قويا للوحدة، هذا بالإضافة إلى تجذير وتعزيز الأمن والاستقرار والدفاع عن الهوية والمكانة الوطنية والحوزة الترابية، وإشراك الشباب والنساء في عملية البناء الوطني، ومحاربة الفساد والحفاظ على مقدرات البلد من أجل أن يستفيد منها كل الموريتانيين من خلال إتاحة الفرص لهم وفق ما تنظمه ضوابط العدل والقانون، مؤمنة أن كل هذه القضايا تختزل برنامج فخامة رئيس الجمهورية "طموحي للوطن".
كتلة الوفاق من أجل البناء، وبعد تسمية معالي الوزير: المختار ولد اجاي وزيرا أولا، ونال ثقة فخامة رئيس الجمهورية، كانت مواكبة لذلك الحدث السياسي الهام، تقديرا لكفاءته ومهنيته وجديته، وهو ما انعكس لاحقا في روح الجماعة من خلال العمل الحكومي المنتظم الذي تبذله حكومته الموقرة منذ اختيارها عقب الاستحقاقات الرئاسية الماضية كأول حكومة خلال هذه المأمورية، قابلة لتجديد الثقة، وهو ما يؤكد أننا حينما تُختار الكفاءات الوطنية بعناية فائقة، فلا داعي للقلق على مستقبل البلد، بل على العكس، نثق تمامًا أننا نسير على الطريق الصحيح..
فهذه الكتلة إذا بمختلف القول، تعتبر نموذجا للمسارسة السياسية الراقية، بعقلية نخبوية لا تعارض فيها بين المبادئ والمصالح، فهي بالنسبة لمنتسبيها تمثل جسرا للأمل وتجسيدا للطموح الشبابي، وترسيخا للعمل المشترك من أجل تغليب المصلحة العامة على الخاصة، وأداة الإصلاح الجهوي، وجسر التواصل بين القيادة العليا للبلد والقواعد الشعبية على مستوى مقاطعة مال، تلك المقاطعة التي يعود الفضل في إعلانها مقاطعة إلى صاحب الفخامة خلال الأشهر الأولى من مأموريته الأولى رئيسا منتخبا للجمهورية الإسلامية الموريتانية، شعارها في ذلك" لنبني معاً وطناً يسع الجميع ويكرم الجميع"، فالوفاق على العهد وللعهد عنده معنى على نهج صاحب الفخامة.
الأستاذ: سيد أحمد ولد عبدي