سَاليماتَا…قصة قصيرة بقلم عيشة إسلمو

سبت, 03/13/2021 - 11:04

كعادتها إستيقظت ساليماتا مبكرا منهكة و منتهكة ملامحها و التي تحاول إلباسها ثوب إبتسامة صفراء لا تمت لها بصلة ، تبدأ يومها الروتيني ،بذلك المشهد السينوغرافي الذي اعتادت تكراره بصمت ،كان زوجها مامادو مضطجعا بجوارها يشخر بطمأنينة مبالغ فيها، و بعد ممطالة أخرجته من طمأنينة جنة الأحلام و الوعود السرمدية بحشود الحور ،و بعد أن أديا الطقس الصباحي بتثاقل كما اعتادا بدأت ساليماتا واجبها المقدس كما علمتها والدتها مسبقا من إعداد للشاي و الفطور وسط صرخات زوجها المتتالية، و هو يأمرها بأن تسرع، و بعد مجزرة الإفطار التي ارتكبها مامادو نظفت هي الأدلة من ورائه و ارتدت ملابسها حاملة طفلتها الرضيعة على ظهرها لتبدأ الجزء الثاني من صباحها ،خرجت تجر قدميها إلى المنزل الذي تعمل فيه بدأت بغسل الصحون و من ثمة التنظيف و التشطيف زيادة على نظرات صاحب البيت التي تفترس جسدها مخترقة روحها لتقابل كل هذا بلامبالاة مصطنعة تنهي من عملها لتعيد نفس المشهد في منزل ثانٍ ثم ثالث هكذا تمر أيامها و تضمحل الحياة و تتفرع من حولها .
لتعود في منتصف كل يوم تتسابق مع الوقت رامية تعبها جانبا متمنية أن لا يكون زوجها مامادو قد عاد بعد للمنزل لتعد له الغداء قبل عودته ليلا، حتى لا ينهال عليها بوابل من الشتائم التي غالباا ما تصل إلى الضرب، و بينما هي منهكة في إعداد بعض أعمال البيت و التفكير في واقعها المزري، دخل عليها مامادو مبتسما على غير العادة،نظرت إليه متفاجأة ليزف إليها خبر عثوره على الزوجة الثانية المناسبة له و يطلب منها أن تستعجل أرباب عملها في دفع رواتبها هذا الشهر لأنه سيكون مهرا للعروس الجديدة لم تجبه ساليماتا إلا بذات الإبتسامة التي إهترأت من فرط إستعمالها لها، و لم تعد تحجب بقايا ملامحها الباهتة.

 

إعلانات

تابعونا