التهدئة السياسية العطل الميكانيكي الذي اصاب النظام الديمقراطي

خميس, 08/11/2022 - 12:10

النظام الديمقراطي وسيلة حكم عالمية مسيطرة بفعل إرادة من أنتجها لغاياته الخاصة وتحت ضغط الشعوب الثائرة ضد الانظمة العتيقة المتحكمة في ساحة تتجدد تلقائيا باساليب من الماضي من تجارب البشر الناقصة المُحتاجة دوما الى تحديث وفق مطالب الزمن وتطور العقل البشري وهي الوسيلة المُحدثة وفق نظامها وآليات تنفيذها وحسب منطق العقل يكون نجاح تنفيذها بمقدار فهمها وتطبيقها على أرضية واقع الدول التي اتخذتها كوسيلة حكم و كأداة تنظيم للممارسة السياسية و كحاضن للتنمية الاقتصادية والساسية والاجتماعية واهم ما يميزها عن تجارب البشر السالفة طغيان نزعة الحقوق التي اعتمدتها كمميزات للبشر وإن كانت هذه النزعة تواجه اليوم تحديات فرض الغرائز و معارضة الغايات الكلية للبشر انفسهم تلك التي حددها الشرع و كرسها الاسلام و طالب بتطبيقها .

 

إن التهدئة المتبعة في ظل نظام الحكم الخارج من ضده و النابت من نثر غسيل سلفه في صحراء الجمهورية التائهة في بحار أسفها على حالها ، الحزينة على ضياع بوصلة تأسيسها وعلى اجتثاث لحظاتها الوارفة الظل ، بدعوى التهدئة العنوان الخارج عن نصه المكرس لفرض ولاء الأطر الديمقراطية لإرادة تسييرها لهو اكبر عطل ميكانيكي يصيب النظام الديمقراطي المحلي في صميمه ويدفع النخبة المعبرة عنه الى الدخول طائعة في تفاهمات شخصية ضيقة لا علاقة لها بالتهدئة ولا جذور لها في تاريخ الممارسة الديمقراطية في بلاد النشأة و لا في بلد التقليد وهي اكبر عملية تحايل منظم ضد ارادة الشعب و ضد الغاية من النظام الديمقراطي نفسه فالتهدئة لا تعني التوقيع على بياض ولا تعني التخلي عن طرح قضايا الشعب ومطالبه المتعاظمة كما انها لا تعني السكوت عن الواقع المؤلم والتفرج على واقع انتشر فساده وعم ظلمه وشاع عجزه واعترف قائده المؤتمن بتقصير حكوماته و امتلات نفسه غيظا وهو يتفرج على مسرحيات تآزره وتعهداته واولويات اهتمامه وهي تعرض بالأبيض والاسود امام جمهور انهكه الجوع والخوف والظلم و أقصته التهدئة وفرطت في مطالبه ومنحت قادة رأيه فرصة الردة عن مقارعة النظام وتبني مطالب الشعب .

 

التهدئة في ازمنة الظلم والكوارث والجوائح وتجذير الفساد وتكريس الزبونية و المحسوبية والطائفية والشرائحية هي استقالة موثقة عن واجبات النخبة اتجاه الوطن والشعب وهي العار المعنون للوجه المعارض في النظام الديمقراطي وهي دليل الادانة الاول لكل الذين اشتركوا فيها سيتخذ ضدهم عاجلا او آجلا ، فتقنيات التكنلوجيا توثق بكل حياد واصحاب الحق شهود احياء ولن يفلت الجناة من العقاب وعلى الذين يتوكلون على حماية الفريق ان يتعظوا من الفريق نفسه .

إعلانات

تابعونا