الإبراهيمية سلام جرّ إبادة!

خميس, 10/19/2023 - 22:41

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإبراهيمية سلام جرّ إبادة!

 

إننا في العصر الذي تسود فيه العولمة، وتروّج فيه الديمقراطية، ويُتغنى بالإنسانية، وتتوالي المؤتمرات المُعنْونة بعناوين خداعة وزخرفة أخّاذة، كحوار الأديان والسلام، والتعايش السلمي...

لكن الحقيقة شيء والعناوين والدعايات شيء آخر مغاير، بعيد من الواقع بُعْد الشمس من اللمس.

ليست الخديعة مقتصرة على تغييب العالم الإسلامي عن مراكز القرار الكبرى، أو منعه من التسلح النووي، _ ونووي باكستان استثناء يعزز القاعدة، إذ أفقدت القيود سلاحها قيمته _ دون أن تشمل الغزو الفكري والإساءات المتكررة للإسلام.

بل عوّدنا أعداؤنا الظلَمة تقمُّصَهم ثوبَ المظلوم!

وإن من أعظم الحرب الفكرية فتنة مشروع " الإبراهيمية" المدّعى فيه القواسمُ المشتركة بين الإسلام والنصرانية واليهودية، بوصفه برّ الأمان لسفينة السلام في عالم تجرفُه أمواج الصراعات وتيارات الأديولوجيات.

غير أنّ في استمرار نكباتِ المسلمين واستفحالَ الكراهية الموجَّهة إليهم، ما عرّى جوانب المؤامرة، لتكشف الحربُ الحالية في غزة كلّ الأغطية والتلبيس، فها هو الحلف اليهودي الصليبي _ والمفترض أن اليهود والنصارى ثلُثا أطراف الإبراهيمية _ يرعد ويبرق ويتوعد بكل وقاحة وحنَق بإبادة سكان غزة، دون أي تحرك من المسلمين الذين ينبغي أن يظلوا "فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" | صحيح مسلم: 1999/ 4.

وإن حادثة مستشفى المعمداني أمس _ 17/ أكتوبر 2023م_ بكل بشاعتها ووحشيّتها ما هي إلا البداية، رغم وصول الضحايا لنحو ألف، والرقم مرشح للازدياد.

لم نناقش الإبراهيمية من زاوية الساعين فيها اطراحا للمناكفات السياسية، واجتنابا للنعرات التحزّبية، ولا من جهة بطلانها لمصادمتها ثوابت الإسلام، لأن هذا مبحث آخر وقد بُيّن أيام ظهورها.

 بل من حيث اتخاذها مبررا يخدم العدو المقدم نفسه حريصا على السلام والعدالة والإنسانية..

فهي ذريعة إفساد عقائد المسلمين، وتبرير العبث بمقدساتهم والتشكيك في مسلماتهم، وتفريق كلمتهم، وغطاء التطبيع، والنتيجة ارتكاب عدوهم ما اشتهى من الجرائم آمنا المساءلة والعقوبة، والمثـل: من أمن العقوبة أساء العمل.

 

إن العجز كل العجز هو بقاء دول العالم الإسلامي على علاقتها بالدول المتآمرة علانية لإبادة المسلمين، دون أن تطرد سفراءها عند عجزها عن التصدي لها عسكريا، في حين فعلت ذلك دول نصرانية كولومبيا نموذجا !!

 

 

كـتبه: محمد بن محمد محمود آكا

إعلانات

تابعونا